يشهد الشرق الأوسط في عام 2025 واحدة من أسرع موجات التحول نحو السيارات الكهربائية والطاقة النظيفة. فبعد سنوات من الاعتماد على الوقود الأحفوري كمصدر رئيسي للطاقة، بدأت دول المنطقة في الاستثمار بقوة في البنية التحتية للشحن، وتشجيع المستهلكين على التحول إلى النقل الكهربائي. تتجه الحكومات والشركات الخاصة معاً نحو بناء مستقبل أكثر استدامة يتوافق مع الرؤى الوطنية مثل رؤية السعودية 2030 ورؤية الإمارات 2050 للطاقة النظيفة.
1. الإمارات العربية المتحدة: ريادة البنية التحتية
تُعد الإمارات من أوائل الدول العربية التي استثمرت بجدية في البنية التحتية للسيارات الكهربائية. تعمل هيئة كهرباء ومياه دبي (ديوا) على توسيع شبكة محطات الشحن "Green Charger" لتغطية معظم مناطق الدولة، حيث تجاوز عددها 1000 محطة في عام 2025.
كما أطلقت الحكومة مبادرات لتشجيع المستهلكين على اقتناء السيارات الكهربائية، مثل:
- إعفاء مالكي السيارات الكهربائية من رسوم التسجيل والتجديد.
- مواقف مجانية في المناطق العامة.
- دخول مجاني لبوابات التعرفة (Salik) في بعض الإمارات.
وتبرز شركات مثل Lucid Motors وTesla وBYD بقوة في السوق الإماراتي، إلى جانب مشاريع محلية ناشئة تسعى لتصنيع أو تجميع سيارات كهربائية داخل الدولة.
2. المملكة العربية السعودية: مشروع ضخم يقود المستقبل
في السعودية، يقود مشروع Ceer Motors المشترك بين صندوق الاستثمارات العامة وشركة Foxconn الصينية ثورة حقيقية في قطاع النقل الكهربائي. تُعد Ceer أول علامة سعودية للسيارات الكهربائية، ومن المتوقع أن تبدأ إنتاجها التجاري في عام 2025 من مصنعها في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية.
تعمل المملكة كذلك على تطوير شبكة وطنية من محطات الشحن، بالتعاون مع شركات عالمية مثل ABB وSiemens. وتستهدف الحكومة أن تكون 30٪ من سيارات الرياض كهربائية بحلول عام 2030، في خطوة تعكس التزاماً واضحاً نحو التحول المستدام.
نيوم.. مدينة بلا انبعاثات
مدينة نيوم تُعتبر نموذجاً حياً لمستقبل النقل الكهربائي في المنطقة، حيث تخطط المدينة لاستخدام سيارات كهربائية ذاتية القيادة فقط، تعمل بالطاقة الشمسية والهيدروجينية. كما يجري تطوير أنظمة نقل ذكية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتقليل الازدحام والانبعاثات.
3. مصر: التحول التدريجي نحو الإنتاج المحلي
تخطو مصر خطوات مهمة في مجال السيارات الكهربائية، حيث أعلنت عن بدء تصنيع أول سيارة كهربائية مصرية بالتعاون بين وزارة قطاع الأعمال وشركة Dongfeng الصينية تحت اسم نصر E70. يتوقع أن تُطرح السيارة بسعر منافس لتشجيع المستهلكين على اقتنائها محلياً.
كما تم إطلاق مشروع محطات الشحن الذكية في القاهرة والإسكندرية، بإدارة شركات مثل Infinity وRevolta Egypt، لتوسيع نطاق التغطية على الطرق السريعة والمناطق الحضرية.
تشجيع المستخدمين
- إعفاء جمركي كامل للسيارات الكهربائية المستوردة.
- تسهيلات تمويلية من البنوك الحكومية والخاصة.
- تدريب فنيين متخصصين في صيانة البطاريات والمحركات الكهربائية.
هذه المبادرات تضع مصر في موقع متقدم بين الدول العربية التي تسعى للتحول إلى النقل الكهربائي خلال السنوات القادمة.
4. الأردن وقطر: دعم حكومي وتسارع في التبني
الأردن كانت من أوائل الدول العربية التي سمحت باستيراد السيارات الكهربائية دون رسوم جمركية منذ عام 2018، ما أدى إلى زيادة عددها بشكل كبير. وفي عام 2025، يتجاوز عدد السيارات الكهربائية في الأردن 80 ألف سيارة، مع انتشار واسع لمحطات الشحن في عمان والزرقاء وإربد.
أما قطر، فقد وضعت خطة شاملة لتحويل 25٪ من أسطولها الحكومي إلى سيارات كهربائية بحلول 2025، بالتزامن مع استضافة فعاليات رياضية واقتصادية كبرى تركز على الاستدامة.
5. الشركات الناشئة في الشرق الأوسط
لا يقتصر التحول على الحكومات فحسب، بل يشهد القطاع الخاص نمواً ملحوظاً في الشركات الناشئة التي تركز على حلول النقل الكهربائي. ومن أبرزها:
- EV Lab (الإمارات): منصة ترويج وبيع سيارات كهربائية عبر الإنترنت، تقدم خدمات استشارية للمشترين.
- Barq EV (السعودية): شركة متخصصة في تطوير دراجات كهربائية للتوصيل السريع داخل المدن.
- Green Parking (لبنان): مشروع لإدارة مواقف سيارات ذكية مزودة بمحطات شحن كهربائية.
هذه الشركات تمثل نواة اقتصادية جديدة في المنطقة، وتعمل على تعزيز ثقافة النقل المستدام بين الشباب ورواد الأعمال.
6. التحديات التي تواجه التحول الكهربائي
رغم النمو السريع، إلا أن هناك تحديات لا تزال تواجه المنطقة، مثل:
- نقص الوعي العام حول فوائد السيارات الكهربائية على المدى الطويل.
- ارتفاع أسعار البطاريات مقارنة بسيارات الوقود التقليدية.
- تفاوت توافر البنية التحتية بين الدول.
لكن مع استمرار الاستثمارات الحكومية ودخول الشركات العالمية إلى السوق العربي، يُتوقع أن تُحل هذه التحديات تدريجياً خلال السنوات القادمة.
7. مستقبل النقل الكهربائي في المنطقة
الشرق الأوسط مقبل على عقد من التحول الكامل نحو النقل المستدام. فبحلول عام 2030، يُتوقع أن تكون معظم المدن الكبرى في الخليج ومصر تمتلك شبكات شحن متكاملة، وأن تُستخدم السيارات الكهربائية في النقل العام، التوصيل، والمركبات الشخصية.
كما أن التكامل مع مشاريع الطاقة الشمسية في السعودية والإمارات والأردن سيساهم في جعل النقل الكهربائي أكثر نظافة وأقل تكلفة.
Related Posts
الخلاصة
عام 2025 هو العام الذي يشهد فيه الشرق الأوسط انتقالاً فعلياً نحو السيارات الكهربائية. من الإمارات إلى السعودية ومصر وقطر، تتسابق الدول والشركات نحو بناء مستقبل خالٍ من الانبعاثات، قائم على الابتكار والتكنولوجيا النظيفة. التحول الكهربائي لم يعد خياراً ترفيهياً، بل ضرورة اقتصادية وبيئية، والمستقبل في المنطقة يبدو أكثر إشراقاً من أي وقت مضى.
شكرا جزيلا لقراءتك لمقال "التحول الكهربائي في الشرق الأوسط: نماذج وشركات صاعدة في 2025". إذا أعجبتك المعلومات، لا تتردد في مشاركتها مع أصدقائك أو ترك تعليقك في الأسفل. دعمك المستمر يساعدنا على تقديم المزيد من المقالات والفيديوهات المفيدة عن عالم خالي من الانبعاثات.
فريق HV-CAR
